خطبة الجمعة القادمة : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 27 أغسطس 2021م : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 19 محرم 1443هـ – الموافق 27 أغسطس 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم : كما يلي:
خطبة الجمعة
هكذا كان وفاء الرسول صلي الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ولي الصالحين.. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ..جاءته امرأةٌ تسألُه عن صيامٍ نَذَرَتْهُ أُمُّها أو أُخْتُهَا، فلم تَصُمْ حتّى ماتت، فقال صلّى الله عليه وسلّم :”أرأيتَكِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ! قال: فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى”(البخاري). اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك الطيبين الطاهرين.. أما بعد فيا جماعة الإسلام: “الوفاء بالعهد خلق ملازم لأهل الجنة: وإننا لنقف اليوم مع خُلُق نبويٍّ كريم، وخصلة كريمة من خِصال الإيمان، هذا الخُلق الذي ضاع بين المسلمين إلا مَن رَحِمَ ربِّي إنه خُلق الوفاء بالعهد، وإنك لو نظرت إلى واقع الأمة اليوم، ستجد كم من الناس مَن يتكلَّم، وكم من الناس مَن يَعِد، وكم من عهودٍ مسموعة ومرئيَّة ومنقولة! ولكن أين صدق الوعود؟! وأين الوفاء بالعهود؟! فقد كثرت في زماننا هذا الوعود، وأكثر منها عدم الوفاء والله يقول: “وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًاً”(الإسراء/3. ويقول:” وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ”(المؤمنون/8).
أخوة الإيمان والإسلام:
والوفاء بالعهد من صفات الأنبياء والمرسلين: قال تعالي متحدثاً عن سيدنا إسماعيل: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا “(مريم: 54). وقال تعالى في إبراهيم: “وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى “(النجم/37).
فالوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين من لم يتخلَّق بهذا الخُلق؟!
كم من المسلمين في دنيا اليوم من يحدِّث وهو كاذب! وكم من المسلمين من يَعِد وهو خائن! وكم أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها! فأين الوفاء بالعهد؟! ألم أقل: “لقد ضاع هذا الخُلق بين المسلمين إلا مَن رَحِم ربي.
عباد الله: “وكان يجب ان نتأسى بخلق مَن علَّم البشريَّة الوفاء بالعهد فقد ضرب لنا أروع الأمثلة في ذلك.. فكان صلى الله عليه وسلم يحب مكة حبَّاً كبيرًا، فهي بلده ومسقط رأسه الذي ولد فيه، وفيها بيت الله الحرام، وعلى أرضها نزل الوحي لأول مرة. ولما اشتد إيذاء المشركين له أمره الله -تعالى- بالهجرة إلى المدينة. فلما خرج صلى الله عليه وسلم من مكة نظر إليها نظرة المحب الوفي، وأخذ يودِّعها، وهو يقول: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن اهلك أخرجوني منك ما خرجت “
الوفاء حتى مع العدو:
قبل غزوة بدر يخبره حذيفة بن اليمان، أن كفَّار قريش قد أخذوه قبل أن يدخل المدينة هو وأبا حُسَيل، فقالوا إنكم تريدون محمدًا، قلنا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عَهْد الله وميثاقه لننصرفَنَّ إلى المدينة ولا نقاتل معك يا رسول الله. فماذا قال لهما صاحب الوفاء يا تُرى؟ ماذا قال لهما مَن بعثه الله ليتممَ به مكارم الأخلاق؟ ومع أنه كان في أشد الحاجة إلى الرجال ليقاتلوا معه ضد الكفار قال: “نفي لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم.. (مسلم).
وفاء الرسول لزوجاته:
كان صلى الله عليه وسلم مَضرِب المثل في الوفاء، والآيات شاهدة على ذلك، والمواقف حافلةٌ بذلك، وما حديثنا نحن – ومَن نحن؟! – عن وفاء النبي صلى الله عليه وسلم فمِن وفائه لزوجاته: وفاؤه لخديجةَ رضي الله عنها: عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكَر خديجة أثنى عليها، فأحسنَ الثناء، قالت: فغِرتُ يومًا، فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها، حمراءَ الشِّدق، قد أبدلَك الله عز وجلَّ بها خيرًا منها! قال: “ما أبدلَني الله عز وجلَّ خيرًا منها؛ قد آمنَت بي إذْ كفَر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرَمني أولادَ النساء” (أحمد).
وتقول السيدة صفية -رضي اللَّه عنها-: دخل على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة قولهما: نحن أكرم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها، نحن أزواجه وبنات عمه، فذكرت له ذلك، فقال: “ألا قُلتِ: وكيف تكونان خيرًا مني؛ وزوجي مُحمد، وأبى هارون وعمى موسى”(الترمذي).
وفائه صلي الله عليه وسلم لأبنائه:
إن المتأمل في شريط السيرة النبوية يجدها ملأي بأحداثٍ ووقائع توقظ في النفس شعور الحنين لرؤيته صلى الله عليه وسلم، والإحساس بالغِبْطةِ تجاه الصحابة الذين جالسوه، واغترفوا من علمه، واستضاءوا بنور هديه، ووفائه العظيم تجاههم.
ومن المشاهد العظيمة في وفائه صلى الله عليه وسلم: تعدُّدُ المواقف التي سالت فيها دموعه الشريفة. كما ذرفت عيناه على قبر أمه، وابنته أم كلثوم، وعند رؤيته لقلادة أمِّنا خديجة رضي الله عنها، وغيرها كثير من المحطات التي سالت فيها عَبَرات النبي صلى الله عليه وسلم! أما المحطة الأساس التي هدتني إلى المحطات السابقة، فهي بكاؤه صلى الله عليه وسلم على وفاة ابنه إبراهيم، حينما دخل عليه وهو يسلم الروح إلى خالقها وباريها: “فقبَّله وشمَّه، ثم دخل عليه بعد ذلك وإبراهيم يجودُ بنفسه، فجعلتْ عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان! فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: “إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون” (البخاري).
وهذه هي سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه. قال صلى الله عليه وسلم: “أفضــلُ نساءِ أهــلِ الجنةِ خديجةُ بنـتُ خُويلدٍ وفاطمــةُ بنتُ محمدٍ ومريــمُ ابنــةُ عمرانَ وآسيةُ بنــتُ مُزاحــمٍ امــرأةُ فرعــونَ”(البخاري).
وفي الصحيحين أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ .فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ :”أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ،وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا .قال فترك علي الخطبة”(البخاري ومسلم.
عباد الله: ” أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم أو كما قال..
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين.. أما بعد فيا جماعة الإسلام .
إن الوفاء بالعهد من علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين مَن لم يتخلَّق بهذا الخلق؟! فليت المسلمين اليوم يتخلَّقون بهذا؛ ويتأسون برسولهم: “لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”(الأحزاب/21). كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة. فالتأسي برسول الله صلي الله عليه وسلم في كل قول وفعل فلاح الدنيا وافوز الأخرة حيث استطاع صلّى الله عليه سلم بأخلاقه أن يبني مجتمعاً متماسكاً تسوده المحبّة والأمان، وزرع لدى الإنسان المسلم شخصية فريدة من نوعها بين المجتمعات الأخرى.
من يصنع الخير لم يعدم جوائزه – لا يذهب العرف بين الله والناس..
اللهم اجعلنا من المخلصين للأمانة مؤدين للعهد راعين .. يا رب العالمين..
عباد الله أقول وقلي هذا وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة..
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف